الأمانة والوصية حماية المقاومة والشهداء.
د.نسيب حطيط
عندما يسلب الإنسان الحق بالدفاع عن نفسه بما يخالف شرعة حقوق الإنسان وإتفاق الطائف عندها يحتضرالوطن وتغتصب الكرامة ونخون الشهداء..
توهم البعض بأن طائرة تحلق فوقه فأرعد وهدد بإسقاطها... وعندما وصلت السيارات المفخخة الى الضاحية وحاولنا حماية أهلنا صدح الآذاريون الـ 14 منددين بالأمن الذاتي وفتحو الطرقات أمام سيارات الموت من يبرود إلى عرسال مروراً بفتاوى بعض المشايخ وإنتحاريين من أتباع شيخ مفترض .
أغارت إسرائيل على "جنتا "فصمت السياديون وظنوا أن الأحداث الإقليمية تستنزف المقاومة على عدة جبهات مما يعطيهم القدرة على سلب الناس حقها بالدفاع ،وليعودوا بعد 32 عاماً ليوقعوا إتفاق 17 آيار من طرف واحد ودون مقابل سوى إعادة استباحة لبنان من العدو الإسرائيلي الذي يؤيد الثورة السورية المفترضة وهم يؤيدونها وكما يقول المثل "صديق صديقي فهو صديقي" ويظن البعض من السذج السياسيين بأنهم يستطيعون شطب المقاومة بتصريح إعلامي أو لقب وزاري أو تأييد غربي أو قصف إسرائيلي أو تنازل من تنظيم أو حزب ولذا فإننا نوضح التالي:
- إن المقاومة ليست وليدة قرار تنظيمي أو حزبي أو مرسوم رئاسي حتى يمكن إلغائها وتجميدها من أي جهة ذكرناها، بل المقاومة واجب ديني ووطني وإنساني وأخلاقي تصونه كل الشرائع بشكل تلقائي ومهما كانت الإمكانيات متواضعة وكما قال الإمام الصدر "إذا لقيتم العدو فقاتلوه بأسنانكم وأظافركم"
- إن المقاومة ليست بندقية أو بياناً سياسياً بل هي ثقافة وسلوك وبيئة حاضنة، إنها مقاومة شعبية بإمتياز لا يمكن بيعها أو استثمارها ولدت قبل الأحزاب وبقيت معها وستبقى بعدها، فالمقاومة وأهلها تحمي التنظيمات والأحزاب والدولة وليس العكس.
- إن المقاومة التي أخرجت العدو الإسرائيلي من العاصمة و حررت قصور الرئاسة والسيادة وألغت إتفاق 17 آيار والتي هزمت العدو رغم أنف المكابرين ، تملك حق المطالبة بديونها من رقاب السياسيين والوزارء والنواب والمستثمرين وغيرهم فلولاها لما كان إنتخابات ولا كرامة ولا حكومة إلا بما يشبه السلطة الفلسطينية في رام الله وحكومة غزة حيث لا يستطيع مسؤول فلسطيني أن يسافر إلا بإذن إسرائيلي ، ويستطيع الإحتلال مداهمة وإعتقال أي فلسطيني ، ولا إقتصاد فلسطيني مستقل في رام الله ولا إقتصاد مستقل في غزة فكلها تأكل من مخازن الإحتلال ووفق ومزاجيته على معابر الذل وتدفع الضرائب لتمويل الإحتلال رغماً عنها لبناء المستوطنات بأيدي العمال الفلسطينيين.
لذا وبإسم المقاومين مهما كانت أسماؤهم الذين قضوا نحبهم أو ما زالوا ينتظرون على ثغور الكرامة، بإسم الأسرى العائدين منهم أو المفقودين ، بإسم الشهداء منذ مجزرة حولا عام 1948 إلى مجازر الخيام والعباسية وقانا والنبطية الفوقا والدوير وصبرا وشاتيلا، بإسم وعوائل الشهداء وبإسم الذين حملوا حجراً أو زيتاً مغلياً أو بنادق ، بإسم شيخ الشهداء الرافض للمصافحة والإعتراف، ندعو ممثلي المقاومة في الحكومة أن لا يوقعوا على صك إذلالنا بشطب المقاومة، أن لا يوقعوا على بيع دماء الشهداء ، أن لا يخطفوا الإمام الصدر مرة ثانية، أن لا يقتلوا الشيخ راغب و السيد عباس بطلقات من حبر أسود مقابل شراكة وهمية.
لا تجعلوا حفنة من أتباع الربيع العربي الدموي يهزموكم بعدما عجزت إسرائيل ....المقاومة تصنع الحكومات وتحمي المؤسسات وليس العكس إلا وهماً وخداعاً.
من يوقع على شطب المقاومة يتنازل عن الوكالة المعطاة له من المقاومين... ومن قال بأن تنازل البعض يعني أنتهاء المقاومة؟ ، فمن أطلق القذيفة والرصاصة الأولى في اليوم الأول لاجتياح 1982 ولم ينتظر قراراً حزبياً أو تنظيمياً بل تمرد عليه، يمكنه العودة من جديد لإشعال جذوة المقاومة لأنها من كربلاء وليست من الأدعياء !!